كيفية صلاة التَّراويح في البيت
تختصّ صلاة التراويح بعدّةِ أمورٍ لا بدّ للمسلم مراعاتها عند أدائه لها، وبيان هذه الأمور فيما يأتي:
وقت التراويح:
يبدأ وقت صلاة التراويح بعد أداء فرض صلاة
العشاء، والأفضل أن تُصلّى بعد السّنّة، ولا يصحّ أدائها قبل صلاة العشاء؛ لأنها
صلاةٌ مسنونةٌ تؤدّى بعد الصلاة المفروضة، ويستمرّ وقتها إلى طلوع الفجر، ولا
تُقضى صلاة التراويح بعد انتهاء وقتها.
كيفية أداء صلاة التراويح:
تُؤدّى صلاة التراويح ركعتين كأداء غيرها من
الصلوات؛ فيستقبل المصلّي القبلة متوضّئاً، ويكبّر تكبيرة الإحرام، ويضع يده
اليمنى على اليسرى أسفل صدره، ويقرأ دعاء الاستفتاح سرّاً، ثم يقرأ الفاتحة وما
تيسّر من القرآن الكريم، ثم يركع مكبّراً، ويقول في ركوعه: "سبحان ربي
العظيم"، ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً: "سمع الله لِمَن حمِده، ربّنا
ولك الحمد"، ثم ينزل ساجداً، ويقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى"،
ثم يرفع من السجود ويجلس، ويقول: "ربِّ اغفر لي"، ثم يسجد مرّةً ثانية،
ويقول في سجوده كما قال في السجدة الأولى، ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل فيها ما
فعله في الركعة الأولى، فإذا انتهى من أداء الركعة الثانية يجلس ويقرأ التشهّد والصلاة
الإبراهيمية، ثم يسلّم عن يمينه ويساره قائلاً: "السلام عليكم ورحمة
الله"
ويفعل ذلك في
كلّ ركعتين من صلاة التراويح. عدد الركعات: ذهب الفقهاء من الحنفية، والمالكية في
المشهور عندهم، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ صلاة التراويح عشرون ركعةً دون صلاة
الوتر، وتُؤدّى الوتر ثلاث ركعات، وذهب الإمام مالك في رواية إلى أنها ستٌّ
وثلاثون ركعةً غير صلاة الوتر،
وتُصلّى ركعتين
ركعتين؛ فيسلّم المصلّي بعد كل ركعتين؛ لأنّ التراويح تعدّ من صلاة الليل التي قال
فيها الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى)،
ويجوز للمصلّي أن يستريح بالجلوس قليلاً بعد كل
أربع ركعات من صلاة التراويح، وإن أراد ترك الجلوس، وذلك باتّفاق الفقهاء.
وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبيّ صلى
الله عليه وسلّم- صلّاها إحدى عشرة ركعة مع الوتر،
فقد سأل أبو
سلمة عائشة: (كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في
رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى
عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ،
ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي
ثَلَاثًا)،
لِذا يقول ابن تيمية -رحمه الله-:
"والتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد: عشرين ركعة، أو كمذهب
مالك: ستاً وثلاثين، أو ثلاث عشرة، أو إحدى عشرة؛ فقد أحسن... لعدم التوقيف فيكون
تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره".
القراءة في الصلاة التراويح:
يسنّ للمصلّي
أن يجهر بالقراءة في الصلاة التراويح؛ لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة
من بعده، ولا حرج على المصلي إن أسرّ في قراءته، ولم
يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مقدار القراءة في صلاة التراويح شيءٌ محدّد،
وفضّل بعض أهل العلم للإمام أن يختم القرآن الكريم كاملاً في صلاة التراويح طيلة
شهر رمضان؛ إن لم يكن في ذلك مشقّةً على المصلّين.
صلاة التَّراويح في البيت على الانفراد
يجوز
للرجل أن يؤدّي صلاة التراويح منفرداً إن فاتته الجماعة ويجوز له أدائها في البيت؛
لأنها من صلوات النوافل، مع أفضلية صلاتها في المسجد مع الإمام؛ اقتداءً بالنبي
-صلى الله عليه وسلم-،
وأمّا المرأة فإن الأفضل لها أن تؤدّي صلاة
التراويح في بيتها، ويجوز لها الخروج إلى المسجد لأدائها بشرط إذن وليّها بالخروج،
والالتزام بالضوابط التي نصّت عليها الشريعة عند خروج المرأة من المنزل.
صلاة التَّراويح في البيت جماعة
ذهب الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة إلى أن أداء صلاة التراويح في جماعةٍ سنّة، وذلك لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذهب الحنفية إلى أنّ صلاة التراويح في جماعة سنّةٌ على الكفاية؛ فلو صلّاها بعض أهل المنطقة في المسجد، وصلّاها بقية الناس منفردين في بيوتهم فإنهم لا يكونون تاركين للسنة، وقد ورد عن بعض الصحابة أنهم صلّوها منفردين وذهب المالكية إلى أنّ أداء صلاة التراويح للمنفرد في البيت أفضل